أكد السفير المصري لدى البلاد أسامة شلتوت عمق العلاقات بين مصر والكويت على مختلف الاصعدة، سواء السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، مبينا أن الكويت تحتل المرتبة الثالثة عربيا من حيث حجم الاستثمارات في مصر بما يفوق 15 مليار دولار، منها 5 مليارات معتمدة لدى الهيئة العامة للاستثمار.
وأضاف شلتوت، خلال مشاركته بملتقى المستثمرين الذي أقامته شركة إثمار لتنظيم المعارض والفعاليات العقارية مساء أول من أمس لتسليط الضوء على المشاريع بالعاصمة الادارية الجديدة، أن مصر تشهد طفرة غير مسبوقة في مختلف مجالات الاستثمار، مع توفير بنية تحتية ضخمة من رصف 10 كيلومترات من الطرق الجديدة وفق مواصفات عالمية.
وأشار إلى رفع كفاءة نحو 40 ألف كيلومتر من الطرق القديمة، علاوة على بناء 1000 كوبري وبناء 46 مدينة جديدة منها 14 مدينة ذكية، وجميعها تؤدي إلى تنمية مستدامة، إضافة إلى تطوير قطاعات الطاقة والتكنولوجيا المتطورة، مع تطوير القوانين والتشريعات الاستثمارية.
تطوير البنية التحتية
واستعرض شلتوت أهم الخطوات التي خطتها مصر مؤخرا بدءا من تطوير البنية التحتية في العديد من المدن والمناطق، وتطوير الموانئ والمطارات، وإنشاء العديد من المدن الإسكانية الحديثة التي تأتي على رأسها العاصمة الإدارية الجديدة التي أكدت على مستقبل حتمية الخروج من الوادي للحفاظ على الموارد الطبيعية الحالية وتوسيع الرقعة المعمورة على حساب المناطق الصحراوية غير المأهولة، بما يضمن خفض متوسط الكثافة السكانية الحالية والمستقبلية وزيادة نصيب المواطن من الأراضي والخدمات والمناطق المفتوحة.
ودعا المستثمر الكويتي إلى المسارعة في اكتشاف مصر من جديد والاستثمار في المشاريع الحديثة فيها، مبينا أن الحكومة المصرية قدمت للمستثمر الأجنبي تسهيلات عديدة، من بينها حرية تحويل الأموال من وإلى مصر بشكل مطلق ومن دون أي قيود، ناهيك عن التسهيلات الكبيرة التي باتت تقدمها الحكومة للمستثمرين الأجانب الراغبين بالاستثمار في مصر.مناخ استثماري آمن
أوضح شلتوت ان مناخ الاستثمار في مصر حاليا، وفقا للتقارير الدولية، آمن وذو عائد عال وخاصة الاستثمار العقاري، داعيا المستثمرين والمواطنين وايضا ابناء الجالية المصرية المقيمين في الكويت الى الاستفادة من تلك الفرص الاستثمارية الواعدة، سواء في المجال العقاري او السياحي او الزراعي او غيرها من مجالات الاستثمار المهمة في مصر.
واكد على أن المشروعات المطروحة للاستثمار في مصر هي موجودة بالفعل على ارض الواقع وليس في المستقبل، موضحا انه يمكن للمستثمر ان يدخل باستثمارات بنسبة 100% او بشراكة مع الحكومة او القطاع الخاص.
العاصمة الإدارية
أشار شلتوت إلى أن العاصمة الإدارية تقع على أرض تبلغ مساحتها الاجمالية 170 الف فدان، وتحتوي المرحلة الاولى التي تبلغ مساحتها 40 ألف فدان على ستة احياء سكنية وأهم المشروعات الجارية بها من بينها: حي المال والاعمال: على مساحة 170 فدانا يتكون من 19 برجا اداريا وسكنيا وفندقيا بالإضافة الي البرج الأيقوني ويشمل الحي مدارس ومطاعم ومستشفى واستخدام مختلط النهر الأخضر.
وأوضح أن المدينة ستضم الحي الحكومي الذي سيشمل مبنى مجلس الوزراء إلى جانب 34 مبنى تمثل الوزارات المختلفة بقطاعاتها التابعة عدا وزارتي الدفاع والداخلية، و10 مجمعات كل مجمع يمثل عددا من الوزارات تم تصميمها على الطابع الإسلامي والبعض الآخر على الطابع المصري الفرعوني بجانب الطابع السيادي لوزارتي العدل والخارجية ومجلس الوزراء.
علاقات متميزة
وفيما يخص العلاقات المتميزة بين البلدين وخاصة بعد زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى الكويت مؤخرا، أوضح شلتوت أن الاحتفالات بالأعياد الوطنية في الكويت هذا العام والاحتفال بمرور 61 عاما على العلاقات بين البلدين كان لها طعم فيه بهجة وتفاعل مع مصر بدءا بزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لتهنئة قيادة وحكومة وشعب الكويت وزيارة رئيس مجلس النواب المستشار حنفي الجبالي الى الكويت.
وأضاف «سيتم انعقاد الدورة الـ 13 للجنة المشتركة برئاسة وزيري الخارجية في القاهرة قبل شهر رمضان الكريم، تحت عنوان الاستثمار والتجارة بين البلدين، حيث سيتم استعراض الفرص الاستثمارية الضخمة في مصر».
العقار المصري
من جانبه، أكد الرئيس التنفيذي لشركة إثمار لتنظيم المعارض والفعاليات العقارية المهندس محمد الحسيني، أن القطاع العقاري في مصر شهد نموا كبيرا خلال السنوات الاخيرة، بالإضافة إلى التطور الذي شهدته قطاعات الطاقة والزراعة والصناعة، وكذلك الطرق والجسور في مختلف مناطق ومحافظات الجمهورية.
وقال ان من أهم الاحداث التي تعيشها مصر حاليا هي مشروع العاصمة الإدارية الجديدة التي تقع على أرض تبلغ مساحتها نحو 714 كلم2، أي ما يعادل مساحة دولة سنغافورة و4 أضعاف مساحة واشنطن تقريبا، مضيفا أنه وبسبب مساحتها الشاسعة التي تجاوزت مساحات عواصم ودول مهمة فقد تم تقسيمها إلى 3 مراحل.
واضاف أن العاصمة الادارية الجديدة قد احتوت على العديد من الخدمات والمرافق التي من شأنها المساهمة في رفع مستوى العاصمة الاقتصادي والبيئي، لتضاهي العواصم الكبرى في العالم، حيث احتوت على مدارس دولية ولغات وحكومية، جامعات خاصة، حدائق وأماكن للتريض، مركز سيطرة وتحكم أمني بالعاصمة، مدينة للفنون والثقافة، مدينة ومولات طبية، مشروع القطار الكهربائي، مركز للمؤتمرات، مدينة للمعارض، مولات تجارية، حديقة حيوانات، مدينة ديزني لاند، متاحف للفنون والعلوم والتكنولوجيا، نظام ذكي لجمع المخلفات، شبكة مواصلات عامة، شبكة ربط بسكك حديد مصر ومطار دولي.
مستقبل الاستثمار
وأكد الحسيني على أن العاصمة الجديدة ستمثل مستقبل الاستثمار في المنطقة العربية والشرق الأوسط، حيث إنها ستصبح مقصد المستثمرين ورجال الأعمال، لما تتمتع به من حداثة وتسهيلات في المعاملات بمختلف أنواعها، كما يتوقع لها أن تشهد زيادة غير مسبوقة في فرص العمل، بالإضافة إلى تقليل الازدحام والضغط من القاهرة الكبرى وضواحيها، التي طالما اكتظت بأعداد كبيرة من المواطنين.
وفي نهاية حديثه، دعا الحسيني المستثمرين الكويتيين إلى زيارة المعرض العقاري الرسمي للعاصمة الادارية الجديدة الذي سيقام في مصر على مدى يومي 13 و14 مايو المقبل، وذلك للتعرف عن قرب على مكونات هذا المشروع الضخم، وكذلك لعقد اللقاءات والاجتماعات مع المسئولين عن المدينة، ناهيك عن القيام بجولات على أرض الواقع داخل المشروع أو من خلال رحلة بطائرة الهيليكوبتر للتعرف على المشروع من الجو.
10 آلاف مسافر بين الكويت والقاهرة أسبوعياً
قال السفير أسامة شلتوت إنه مع انتهاء جائحة كورونا وزيادة رحلات الطيران بين الكويت ومصر، فإن حركة المسافرين بين البلدين حاليا تفوق 10 آلاف مسافر اسبوعيا ذهابا وايابا، وذلك بخلاف المحطات الاخرى في مختلف المطارات المصرية. وكشف شلتوت أن هناك مباحثات لزيادة رحلات السفر بين البلدين، حيث يصب ذلك في خدمة حركة السفر والتنقل بين البلدين الشقيقين، ويشجع المستثمر على الذهاب بنفسه لمتابعة اعماله في مصر نظرا للقرب الجغرافي ومعرفة المستثمر الكويتي بتفاصيل الاستثمار الكامل على ارض مصر.
إرسال تعليق